الرئيسة \  مواقف  \  موقفنا : الاستراتيجية الأمريكية في سورية الاشتراك في الحرب على المنبوذين السوريين

موقفنا : الاستراتيجية الأمريكية في سورية الاشتراك في الحرب على المنبوذين السوريين

20.06.2020
زهير سالم





طبقة المنبوذين في الهند . طبقة من البشر بلا ملامح إنسانية . بلا مكانة ، ولا حقوق . ويقولون في الهند ديموقراطية!!
الهولكست النازي الملعون لم ينفذ ضد ضحاياه من اليهود فقط ، وإنما نفذ أيضا ضد الكثير غيرهم من الأقليات والغجر ..لم نجد أحدا عندما يستنكر الهولكست يذكر الغجر!!
وكذلك حال المنبوذين في سورية . وأخطر ما فيهم أن " عبد الدار " فيهم يخدع عبيد الحقل . وبالله نستعين ..
وما سبق توصيف عام للدور الأمريكي في سورية . والذي يمكن أن نزيده وضوحا ببضعة سطور ..
السطر الأول :
 كان السطر الأول في الاستراتيجية الأمريكية في سورية ، تمكين المجرم وشركائه من تنفيذ جريمتهم بكل أبعادها القاسية والبشعة . والامتناع عن تقديم أي جهد للأخذ على يده . وقد قامت هذه الاستراتيجية على معطى صهيوني أعمق خلاصته : أن يتفانى السوريون .وأن يدمر بعضهم بعضا .
 وكان بشار الأسد وعلي خمنئي وحسن نصر الله ثم بوتين بعد الاضطرار ، هم الأداة المناسبة ؛ فخاضوا معا بحار الدم . استراتيجية اعتمد الأمريكي تمريرها ، ولم يتوانَ عن الاشتراك في تنفيذها ، عندما اقتضاه الحال .
الخط الأحمر الأمريكي الوحيد في الحرب على الشعب السوري اخضرّ منذ الأعوام الأولى . وفتحت على الشعب السوري حرب متعددة الجبهات بلا خطوط ولا حدود .
للحق وبالحق أقول : إن منع الجريمة أهم للضحايا من معاقبة المجرمين . وعلى هذا قامت كل نظريات الأمن الاجتماعي . ولذلك فإن من خداع الذات أن يفرح بعضنا الآن أن من مكّن القاتل من القتل يريد أن يحاسبه !! وهل عقوبة المجرم ترد على الأم طفلها ، وعلى اليتيم أباه ؟!
السطر الثاني : الحرب مفتوحة على المنبوذين
 اعتمد الأمريكيون منذ اليوم الأول للثورة ، التصنيف الأسدي للمجتمع السوري ، تصنيف ( هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ) وتشاركوا هذا التصنيف مع الروس والشيعة الروافض . للوصول إلى العنوان الأسدي " المجتمع المتجانس " وكل متهم بالتشويش على التجانس : يقتل أو يعتقل أو يشرد .
 وكان هذا التصنيف ركيزتهم ، في إدارة الصراع . من حيث تقديم الدعم ، أو توجيه بوصلة أسلحة الدمار . وحتى في بناء هياكل ما يسمى زورا وبهتانا هيئات " المعارضة " وانظروا على مناصاتها ، وأعيدوا إجراء الحسابات ..
وكان اعتماد هذا التصنيف القاسم المشترك الأعظم بين الدول الثلاث ..
- الشيعة الرافضة الشعوبيون يحاربون في سورية تحت شعار : يا لثارات الحسين .
- الروس وعلى لسان لافروف وشويغو : يحاربون لحماية المسيحيين والأرثوذكس منهم بشكل خاص .
والأمريكان وتحالفهم الدولي يعتمدون العصابات التي نرى ، ويحتلون الأرض كما نرى ، وترامبهم يقدم جهارا نهارا 500 مليون دولار فقط لمساعدة الأقليات في سورية . للأقليات المساعدات وللمنبوذين في سورية القاذفات والصواريخ . ما نثبته من أقوالهم الصريحة القبيحة ، لا نتقول عليهم ولا ننسب إليهم .
السطر الثالث والأخير والقصير : المبعوث الأمريكي جيفري يفرح أن الروس قد طالبوا بشار الأسد أن يفصل دستورا جديدا ليوم العيد.
يعني أن يعيدوا بشار الأسد إلينا بعقدة عنق جديدة !!
تصريح طازج على لسان جيفري القديم .
بعض الناس يحبون من يكذب عليهم لكي يقولوا خدعونا ..!! وكل من فيهم يعلم ماذا يريدون وماذا يريد ..
لندن : 26/ شوال / 1441
18/ 6 / 2020
_____________
*مدير مركز الشرق العربي